بقلم: مزوار أحمد ياسين
مدينة صبرة هي ليست بلدة لبنانية كانت شاهدة على أفظع
المجازر الإسرائيلية، بل هي مدينة جزائرية، تقع في أقصى الغرب و لا تبعد إلى
كيلومترات قليلة عن ولاية تلمسان، هي مدينة تاريخية، فرنسية النشأة لكن جزائرية
الهوية، مدينة سأحاول أن أضعكم أمام سحرها ابتداء من تاريخها إلى أهم معالمها
وصولا إلى تطلعات أهلها و آمال كل زائريها.
ربما يتساءل الكثير عن فحوى اسم صبرة، في الحقيقة اسم
صبرة هو مستنسخ من اسم أحد الينابيع الدافئة العذبة الذي يقع بالقرب من المدينة، و
اسمه (عين صبرة) و ينسب هذا الاسم لإحدى الحكايات الشعبية، عن امرأة ثكلى فقدت
أولادها جراء بطش الانكشاريين (وهم طائفة
عسكرية من المشاة العثمانيين شكلوا
تنظيماً خاصاً لهم ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم، وكانوا أقوى فرق
الجيش العثماني وأكثرها نفوذاً.)، لكن واجهة هذا القدر بصبر
كبير و عين لم تدمع، لهذا فضل السكان المحليون اسم صبرة على باقي الأسماء المقترحة
يومها، لكن ربما لا يعلم الكثيرين أن مدينة صبرة حملت اسم Turenne الذي أطلقه على المدينة مجموعة من المستوطنين
الفرنسيين بعد الاحتلال سنة 1830، و يؤكد الكثير من مشايخ المدينة و الباحثين أن
مدينة تيران أو صبرة أسست سنة 1978، على أيدي المعمرين الأوروبيين، الذين استقروا
في المدينة حتى سنة 1962 أي استقلال الجزائر.
تتمتع
مدينة صبرة بموقع استراتيجي، حيث يحدها سفح جبلي و غابات كثيفة من جهة، و سهول
خصبة من جهة أخرى، بالإضافة للكثير من البحيرات الجوفية التي جعلت المدينة فلاحيه
بامتياز، لهذا اشتهرت المنطقة في القديم بكل أنواع العنب الموجهة للخمور، و الكثير
من محاصيل القمح و الدقيق، و لا ننسى أن سكان المنطقة يقدسون شجرة الزيتون، لهذا
نجد في المدن و في اغلب الضواحي الكثير من هذه الشجرة المباركة، بالإضافة إلى
صناديق تربية النحل، لان المنطقة تتمتع بهوائها العليل و اخضرارها اغلب فصول السنة، لهذا أصبحت مدينة صبرة معروفة
للقريب و البعيد بزيتها الصافي و عسلها الشافي.
تاريخيا،
عاشت مدينة صبرة في الخمسينيات من القرن الماضي كغيرها من المدن الجزائرية، ثورة
شعبية مسلحة، فشهدت شوارع صبرة الكثير من الاغتيالات و العمليات الاستشهادية،
فكانت المزارع القريبة أوكارا للمجاهدين و بعض القيادات، و الغابات مسارح
للمواجهات و خطوط آمنة للإمدادات، فكانت
هذه المدينة جحيم للمستعمرين و المعمرين، لهذا زارها الرئيس الراحل هواري بومدين
حاملا معه رسالة شكر و عرفان، لشعب تحول في ساعات من فلاحين إلى جنود أحرار، حاملين
راية الجهاد أم الاستشهاد، دفاعا عن عرض العباد و البلاد.
في الحقيقة لحد اليوم مازال
الفرنسيين خاصة المعمرين في السابق يحترقون شوقا لمدينة صبرة و للكثير من المدن
الجزائرية، و الأغنية التي غنتها أحد الفرنسيات عن مدينة صبرة أي Turenne
دليل على الشوق الذي يملأهم ( للاستماع للأغنية زوروا الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=4w9a4A6tzrI&feature=plcp)
في
فترة التسعينات عانت مدينة صبرة الويلات، لأنها تحولت إلى ساحات للمواجهات بين
الإرهاب و الجيش الوطني، فقتل العشرات و رمل و يتم المئات، فكانت هذه السنوات
ضريبة دفعها كل الجزائريون، بسبب مؤامرات خارجية نفذت و للأسف بأيادي محلية
متوحشة، لكن كانت المصالحة الوطنية في مطلع الألفية هي الدواء لهذا الداء الذي
تفشي في اغلب مناطق وطنني الحبيب.
اجتماعيا،
سكان مدينة صبرة هم انصهار لمجموعة من القبائل المحلية كقبيلة (كريب، العرابي
.....) و بعض القبائل المهاجرة كقبيلة (مزوار مثلا)، فأنتج هذا الاختلاط مجتمع
متوازن يجمعه العادات و التقاليد، فكان التعاون هو شعارهم و المؤاخاة جزء لا يتجزأ
من طباعهم.
من
الناحية العمرانية، تنقسم مدينة صبرة إلى نوعين من العمران، الأول: تقليدي وهو
يتمثل في مخلفات المعمرين من مقابر و مجمعات سكنية تقليدية إلى مراكز عمومية و
حدائق متنوعة، و اغلب هذه المباني كانت ترابية أو حجرية، لكن يغلب عليها الطابع
الأوروبي القديم، حيث نجد في اغلبها مساحات خضراء صغيرة و تناسق و تركيب، أما
الجزء الثاني فهو عبارة عن مجمعات حديثة الطراز، لكن لا يوجد لحد اليوم توازن بين
النوعين، لان اغلب السكان يحاولون البناء بدل الترميم، و هذا ما يجعل الكثير من
المباني القديمة عرضة للهدم و الإتلاف.
السينما
هو أحد المباني المشهورة في المدينة، وهو بناية جميلة التصميم تركها المعمرون بعد
الاستقلال، تتميز هذه المدينة بالتناظر بين جزئيها الشمالي و الجنوبي، فالجزء
الأول يواجه مقهى حديثة، و مدخل سوق المدينة، أما الجهة الأخرى فيه العديد من
محلات البقالة المختلفة، أما واجهته فهي فريدة من نوعها، لأنها تواجه مركز البريد
الذي يعتبر أجمل المباني و أكثرها شعبية داخل المدينة و خارجها و بين السينما و
المركز البريدي الطريق ألولائي، فمركز البردي يختلف كليا إن تصميم السينما لكنه
يتميز بجزئه الشمالي، حيث نجد برج صغير نسبيا اختاره طائر اللقلق لوضع عشه منذ
عشرات السنين.
في
النهاية، أنا اعتقد أن صبرة مجرد مدينة أعطيت اعتبارا مبالغا للإنسان فأضحت في طي
النسيان، مدينة تحمل جراح الماضي مع أمنيات الحاضر و تطلعات المستقبل، لتكون
لنفسها مكانة خاصة في عند أهلها و زائريها.
السلام وعليكم الاخ العزيز عجبتني الفكرة نتاعك بصح ممكن نوضحلك عدة اشياء من بينها انت قلت بلي - سكان مدينة صبرة هم انصهار لمجموعة من القبائل المحلية كقبيلة (كريب، العرابي .....) و بعض القبائل المهاجرة -
ردحذفلاكن في الحقيقة ارض صبرة قبل دخول الاستعمار كان يسكنها عدة ناس لم يكن هناك القاب بدات الالقاب مع دخول الاستعمار سنة 1834م حيت تم طمس الهوية لكل الصبراوين و القول المشهور ان سكان صبرة ينقسمون لعدة فرق منها ولاد عدو واهل الغافر ولاد حمو وسكان الشريعة وسكان تيلفت وسكان تامكسالت
ويوجد بعض العائلات لديهم الشجرة العائلية الخاصة بهم
مما يعني لي ماعندهش شجرة عائلية ميقدرش يحكم علي روحه الي اي نسب ينتمي لان الاستعمار طمس الهوية وشكرا الاخ العزيز
السلام وعليكم الاخ العزيز عجبتني الفكرة نتاعك بصح ممكن نوضحلك عدة اشياء من بينها انت قلت بلي - سكان مدينة صبرة هم انصهار لمجموعة من القبائل المحلية كقبيلة (كريب، العرابي .....) و بعض القبائل المهاجرة -
ردحذفلاكن في الحقيقة ارض صبرة قبل دخول الاستعمار كان يسكنها عدة ناس لم يكن هناك القاب بدات الالقاب مع دخول الاستعمار سنة 1834م حيت تم طمس الهوية لكل الصبراوين و القول المشهور ان سكان صبرة ينقسمون لعدة فرق منها ولاد عدو واهل الغافر ولاد حمو وسكان الشريعة وسكان تيلفت وسكان تامكسالت
ويوجد بعض العائلات لديهم الشجرة العائلية الخاصة بهم
مما يعني لي ماعندهش شجرة عائلية ميقدرش يحكم علي روحه الي اي نسب ينتمي لان الاستعمار طمس الهوية وشكرا الاخ العزيز