الجمعة، 16 نوفمبر 2012

أشهر علماء العصر العباسي (مشروع اللغة العربية)





المقدمة

لا يخفى على أحد أن العصر العباسي كان خير بيئة لجذب العلماء و تفجير قدراتهم الكامنة، لم يكن لدى العرب في شبه الجزيرة العربية علومًا متنوعة، ولم يركز الأمويون اهتماماتهم على مجالات متنوعة في العلوم، لذلك فإن تأسيس العلم العربي فعليًا يعود للعصر العباسي، معتمدًا في البداية على ترجمة أعمال الفلاسفة والعلماء اليونان كأرسطو وأفلاطون، وذلك بدعم من الطبقة الحاكمة. وفي المرحلة الثانية أصبح العلماء العباسيون يضيفون ويبتكرون في العلوم النظرية والتقنية على حد سواء. خلال تلك المرحلة، كان الجهل والأمية متفشيان في أوروبا بشكل مريع، ولولا جهود الخلفاء وحاشيتهم لكان العلم الإغريقي القديم قد اندثر تمامًا. يقول في هذا الصدد المؤرخ الفرنسي لومبادر في كتابه «الإسلام في فجر عظمته» الصادر عام 1973  أنه بينما نست أوروبا العلوم، ظل العرب في جامعاتهم يدرسون إقليدس وفيزياء العناصر ومخروطيات أبولونيوس وأرخميدس وبطليموس، ما أدى إلى تحول العربية إلى لغة العلوم العالمية، فأنتج العباسوين علماءً في الفلك وعلوم الطبيعة والفيزياء والطب.




جابر بن حيان

 حياته

في أواخر أيام الدولة الأموية كان يعيش في الكوفة رجل أسمه (حيان) و يشتغل عقارا، و هو من أصل عربي أصيل من قبيلة (الأزد)، و لما قامت الحركة العباسية ضد الأمويين انضم إلى انظم إليها و تحمس لها، و أخذ ينتقل من بلد إلى آخر لنشر دعوة العباسيين، إلى أن وصل إلى طوس وهي في بلاد العجم، و هناك ولد له ولد الذي سماه "جابر بن حيان" و ذلك في سنة 721 م على الأرجح.
فأدرك الأمويون الدور الذي يقوم به حيان، فقبضوا عليه و ساقوه إلى الإعدام، فأصبح جابر يتيما فأرسل إلى أقاربه في الأزد ليتولوا تنشئته، وهناك شب و تعلم و ثقف على يد رجل يدعى (حربي الحميري)، و في سنة 849 م، انتصر العباسيون على الأمويون و سيطروا على الخلافة، و رحل جوبر إلى الكوفة و تمكن بعد ذلك من أن يتصل بالإمام جعفر و تلقى عنه الكيمياء و لازمه ملازمة الصديق، و كان للإمام جعفر منزلة عظيمة عند الشيعيين الذين ساعدوا العباسيين على تولي الخلافة، فتقرب جابر من الشيعيين فأكرموه و رحبوا به لعلاقته بالإمام جعفر و لخدمات أبيه الذي ضحى بحياته في سبيلهم، و جعل جابر مقر إقامته في بغداد و زاد نفوذه على مر الأيام، إلى أن أصبحت له منزلة كبيرة في قصر الخليفة، و لما تولى هارون الرشيد الخلافة اتصل به جبر بالمباركة و صار صديقا حميما لهم.
درس جابر علوم الكيمياء و الطب و التاريخ الطبيعي و الفلسفة و نبغ فيها جميعا، و اعتنق مذهب الصوفية الذي نشره أبو هاشم الكوفي، و كان له مؤلفات كثيرة و بحوالي 50 مخطوطا.[1]
توفي جابر بن حيان في التسعين من عمره  في الكوفة التي فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة، فسجن هناك حتى وفاته سنة  813 م.[2]
      
إسهاماته

نظرا لكثرة إسهامات العالم جابر بن حيان في شتى العلوم سأذكر أهمها:
·        هو من اكتشف الصودا الكاوية NaOH
·        هو أول من استحضر ماء الذهب
·        هو صاحب طريقة فصل الذهب عن الفضة بواسطة الأحماض
·        هو من اكتشف حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك
·        هو من صنع ورق غير قابل للاحتراق
و كانت له الكثير من الكتب العلمية و الأدبية منها:
·        أسرار الكيمياء
·        أصول الكيمياء
·        علم الهيئة
·        الخمائر الصغيرة  .......... وغيرها الكثير.
و لا ننسى أنه ذو سمعة عالمية بحيث قال عنه الفيلسوف الانجليزي فرانسيس باكون (جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء) و هو من قال عنه العالم برتيلو ( إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق).
و لجابر بن حيان أقوال تاريخية تعطي لنا عبر وقيم علمية و أخلاقية فهو من قال ""الفتن لا تبقى على أحد سالما ومن الفتن يلوذ العلماء بالفرار فعلم العلماء هو ما يبقي الأمم".

"
عقول الناس، مثل المشكوات، بينها ما هو قوي وما هو ضعيف، وما هو بيْن بيْن،وعلم الكيمياء لا يقدر على حمله سوى القوي المتين، ومن يملك حباً للعلم، يصبح العلم عنده حرماً مقدساً[3]"


ابـن سـينا

حياته

هو أبو الحسين بن عبد الله الحسين بن سينا المعروف المعروف بالرئيس أو أرسطو العرب، هو من أشهر علماء الإسلام و أنبع حكمائهم و أعلاهم كعبا في الطب و الفلسفة، و هو من أصل فارسي، و لد في سنة 980 م في قرية قريبة من بخاري، و قد عني أبوه بتثقيفه على أيدي مجموعة من العلماء الأكفاء، فثقفه في القرآن و الحديث و الشريعة، فأتقن الشعر و تعلم الحسابات من بائع خضر، و تلقى الهندسة و المنطق على أيدي أحد العلماء المتجولين الذي أقام في منزل ابن سينا لهذا الغرض، و قد وهبته القدرة الإلهية ذكاء هائلا تتضاءل أمامه أعقد المشاكل العلمية، فتفوق على أساتذته، و لجأ إلى الاطلاع الشخصي فدرس الطب و برع فيه،و يقال أنه لم يبلغ السادسة عشر من عمره حتى ضاع صيته و أقبل عليه الأطباء يلتمسون منه المزيد من صنعتهم، ثم أشتغل في الفلسفة، وقال أنها أصعب منالا من الطب، لكنه سرعان ما نبغ فيها و أضافها إلى مجموعة العلوم التي تشبع منها.
يقال أنه كان قوي المزاج يغلب عليه حب الملذات و الإسراف فيها، و كثيرا ما كان يصاب بالصرع، لهذا مات صغيرا و من المدهش أنه من قال: 

اجعل غذائك كل يوم مرة            و احذر طعاما قبل هضم طعام
و أحفظ منيك ما استطعت           فإنه ماء الحياة يصب في الأرحام

توفي ابن سينا في مدينة همدان في سنة 1037 م، و هو في الخامسة و الثمانون من عمره، ويقال أنه كان يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام قبل وفاته بأسابيع فقط، كما أنه وزع ماله و علمه على الفقراء و الأميين و ساهم في نهضت علمية عربية إسلامية غير مسبوقة في التاريخ العربي الإسلامي، فترك حوالي 200 كتاب متعلقة بالفلسفة و طب و الهندسة و الموسيقى و العلوم العملية النظرية و الرياضيات و الموسيقى.   [4]


أشهر كتبه

القانون في الطب

وهو مصنف طبي عربي وبقي لفترة طويلة يدرس في جميع جامعات العالم يقع في 2500  صفحة ناقش فيها الأمور العامة في الطب والأدوية المفردة والأمراض الجزئية وتركيب الأدوية. وفي سبب تأليفه قال فقد التمس مني بعض خلّص إخواني، ومن يلزمني إسعافه بما يسمح به وسعي أن أصنف في الطب كتاباً مشتملاً على قوانينه الكلية والجزئية اشتمالاً يجمع إلى الشرح الاختصار وإلى إيفاء الأكثر حقه من البيان الإيجاز فأسعفته بذلك، أما الإنفرادات التي انفرد بها في الكتاب هي:

·        فرق بين التهاب المـَنـْصِف Mediastinitis والتهاب الجـَنـْبة Pleurais.

·        الطبيعة المعدية لمرض السل وانتقاله بالماء والتراب

·        يعطي تشخيص علمي للأنكلستوما ويعزي المرض للدودة المعوية

شرحه ولخصه أكثر من 7 علماء من أبرزهم ابن النفيس في أوربا ترجم إلى عدة لغات وكان اسمه  Canon medicinae وحتى أواخر القرن السابع عشر كان هو المرجع الطبي الأساسي في أوربا وقد ترجم إلى الإنجليزية قبل 80 سنة تقريباً.

قالوا عنه:

·        (أحد أهم الظواهر الفكرية في جميع الأوقات) أرنولد كلبس

·        (ظل الكتاب الطبي المقدس لمدة أطول من أي كتاب آخر) ويليام أوسلر[5]

 

أبو قاسـم الزهراوي


حياته

أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي عالِم وطبيب أندلسي مسلم، ولد في الزهراء ب الأندلس عام 936 م ويعتبر أشهر جراح مسلم في العصور الوسطى، والذي ضمت كتبه خبرات الحضارة الإسلامية وكذلك الحضارة الإغريقية والحضارة الرومانية من قبله. صفاته عن الزهراوى يقول "الحميدى" الأديب والمؤرخ في كتابه "جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس " أن الزهراوى كان من أهل الفضل والدين والعلم كما ذكر آخرون أنه كان يخصص نصف نهاره لمعالجة المرضى مجانا قربة لله عز وجل، ما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية يعتبر كنزاً ثميناً في علم الطب، حيث يصف وضعيتي (TRENDELEMBURE – WALCHER) الهامتين من الناحية الطبية، إضافة إلى وصف طرق التوليد، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة والحمل خارج الرحم وطرق علاج الإجهاض وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وسبق د. فالشر بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا، وقبل أن يطوِّر العالم الحديث الحقل الطبي كان كتاب الزهراوي الطبي إلى جانب كتاب ابن سينا، يُعتبر مرجعاً في أوروبا على مدى خمسة قرون، وهي فترة طويلة في تاريخ الطب.
كتب الزهراوي كانت أساس الجراحة في أوروبا حتى عصر النهضة. ويعتبر الزهراوي أبو الجراحة. أعظم إسهام له في الحضارة الإنسانية كان كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، والذي تألف من 30 مقالة (كل مقالة تبحث في فرع من فروع الطب) وخصص المقالة الثلاثين لفن الجراحة، يحتوي الكتاب على صور للمئات من الآلات الجراحية أغلبها من ابتكار الزهراوي نفسه. وكانت كل أداة جراحية اخترعها مرفقة بإيضاحات مكتوبة عن طريقة استعمالها. كان يملك حوالي مائتي أداة: منها الدقيق ومنها الكبير كالمنشار وغيره، ما مكنه من إجراء عمليات جراحية في العين وغيرها من أعضاء الجسم، كان يُخرج الأجنَّة الميتة من الأرحام بواسطة المنشار. وكان هناك أداة تدعى "أداة الكي" للقضاء على الأنسجة التالفة بواسطة الكي، ونظراً لعدم وجود كهرباء في ذلك الوقت كان يستخدم السخَّان، فيعمد إلى تحمية قطعة معدنية ويضعها على المنطقة المصابة فتؤدي إلى تجمُّد الأنسجة وتوقف النزف، كما كان بالإمكان أيضًا إيقاف نزف الشعيرات الدموية الصغيرة .[6]

إسهاماته

كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" موسوعة طبية كاملة صنفها الزهراوى لتشمل كل فروع الطب والكتب مكون من 30 مقالة كل مقالة تحتوى على عدة فصول وتتناول المقالات الموضوعات التالية المقالة (1) : تتناول أمور طبية عامة كالاسطقصات والأمزجة ومعلومات في التشريح وكتابة الأدوية المقالة (2) تتناول تقسيم الأمراض وأعراضها وطرق علاجها المقالة (19) تتناول الطب والزينة المقالة (23) تتناول الضمادات الخاصة بإصابات جميع اجزاء الجسم المقالة (26) تتناول أطعمة المرضى والأصحاء وقد رتبها الزهراوى وفقا للأمراض ذاتها المقالة (30) عن الجراحة وتجبير العظام وكل ما يعمل باليد من كى وشق وربط وخلع والمقالى ثلاثون هو أول عمل شامل يكتب في علم الجراحة وقد زودها الزهراوى برسوم توضيحية ضافية لآلات الجراحة وتشمل هذه المقالة أبوابا خاصة بالتشريح وبأمراض النساء والولادة وتعليم القابلات وكيفية إخراج الجنين الميت وبجراحة العينين وجراحة الأذنين وجراحة الزور والحنجرة وجراحة الأسنان وعلاج الكسور والخلع.
و كل هذه الإسهامات دفعت الكثير من العلماء و المفكرين بالإشادة بهذا العالم القدير، فقالت المستشرقة الألمانية الدكتورة "زيجريد هونكة "الزهراوى أول من توصل إلى طريقة ناجحة لوقف النزف من الشرايين لكن مما يدعو للأسف أنك لو سألت طالب طب عن مبتدع أول طريقة ناجحة لكبح النزف عن الشرايين لرد عليك في الحال إنه الجراح الفرنسى أمبرواز بارية.
عالم الفسيولوجيا "هالر "كانت كتب أبى القاسم المصدر العالم الذي استقى منه جميع من ظهر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر"
دكتور أمين خير الله في كتابه "الطب العربى " يقول عن كتاب التصريف (ومن يطالع كتابه لا يتمالك نفسه عن الاعتقاد بأنه قد شرَّح الجثث هو نفسه لأن وصفه الدقيق لإجراء العمليات المختلفة لا يمكن أن يكون نتيجة للعمليات فقط) [7]
يقال أن الزهراوي ذكر علاج السرطان في كتابه "التصريف" قائلا: متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخذ .



[1]  كتاب "جابر بن حيان و خلفاؤه الكيميائيون العرب" ص 37 و 38 .. المؤلف: محمد محمد فياض
[2] كتاب "روائع الحضارة الإسلامية" من تأليف: د. علي عبد الله الدفاع
[3]  الموسوعة العربية العلمية  ...... ص65
[4]  كتاب "جابر بن حيان و خلفاؤه الكيميائيون العرب" ص 77 و 78 .. المؤلف: محمد محمد فياض
[5] الموقع الاكتروني http://www.hgate.net/?p=245
[6] موسوعة الزهراوي لعلمية ...... ص8 الالتعريف بالكاتب
[7] إنجازات الطب التشريحي العربي .... مقال مترجم

هناك 5 تعليقات:

  1. شكرا بصح حبيت نسقسيك حيان هادا هو عالم فيزياء تاني

    ردحذف
  2. الردود
    1. شكراا مساعدة ولا اروع مساعدة لقد هنيتنا من استاذة اللغة العربية اسوء استاذة على مر العصور

      حذف
  3. شكرا جزيرا علي هذه المعلومات حبذا لو تقدم لنا عن علماء الرياضيات
    :)

    ردحذف