الأربعاء، 27 يونيو 2012

تاريخ السينما الفرنسية ....... "وصول الى محطة لاكيوتات"




عندما تسمع كلمة "سينما" تفكر بشكل عفوي في هوليود في الغرب و بوليود في الشرق، لكن تجهل أن فرنسا هي أحد اقطاب هذا الفن الذي اصبح سابع الفنون العالمية، السينما الفرنسية بكل بساطة هي التي اطلقت هذه التجربة حيث حولت صور ملتقطة الى مشاهد درامية تحكي من خلالها قصص واقعية أو خيالية كما تعالج على شاشتها شتى القضايا الاجتماعية و الدينية الحساسة.



مرّت السينما الفرنسية في تاريخها بالعديد من المراحل المهمة، و يمكننا اختصار هذه المراحل في 4 فترات رئيسية  و هي كالتالي: 

1.     ولادة السينما الفرنسية: كانت السينما الفرنسية انطلاقتها في زمن الافلام الصامتة، اي بين عامي 1895 و 1929، و في 22 يناير 1895 دفع الجمهور الفرنسي فرنكا واحدا للجلوس امامة شاشة بيضاء في الصالون الهندي في شارع الكابوسين، ليشاهدو أول عشرة افلام للاخوين (لوميير)، و كانت اول لقطة في تاريخ السينما الفرنسية عبارة عن منظر لخروج العمال من المصنع، كما شاهدوا في تلك الامسية فيلم قصير بعنوان "وصول قطار في محطة لاكيوتات" و مدته لا تتجاوز 50 ثانية، لكن بعد شهور من العمل، استطاع الاخوة (لوميير) من تطوير بعض آلات التصوير، لكنهما فاجئا بأفلام (جورج ميس) الذي صورها بكاميرا اشتراها من لندن بمبلغ كبير جدا، لكن في تلك الفترة ايضا ظهر النجم (شارل بانييه) الذي حول السينما الصامتة في فرنسا الى صنّاعة أي متحركة و اكثر جمالية و حيوية، و يتعبر الرباعي: الاخوان لوميير، بانييه و ميليس هم مؤسسوا السينما الفرنسية.





2.     الانهيار: في سنة 1914، شهدت السينما الفرنسية انهيار كبير نظرا لعدة اسباب منها: المنافسة الشرسة التي لقتها من السينما الامريكية، كما ان الحرب العالمية الاولى اجبرت السلطات الفرنسية على حجز الاستديوهات ثم تحويلها الى مصانع اسلحة و ملحقات عسكرية، كما اجبر الممثلون و المخرجون على حمل السلاح و الالتحاق بصفوف الجيش الفرنسي، لكن الكثير من الشباب الفرنسي استطاعوا التعاون و انتاج بعض الافلام في ضروف صعبة جدا، من ابرز هذه الافلام "ساحة المعركة" و "احذري ايتها الفرنسية"، لكن بعد هذا الاجتهاد عاد الامل في مطلع العشرينيات مع (لويس دولوك و إيبيل غانس)، و في اجتماع لبعض المخرجين و الممثلين في باريس قال جورج شادول كلمته التاريخية "............ السينما الفرنسية تولد من جديد".

3.      العصر الذهبي: دخلت السينما الفرنسية عصرها الذهبي بين 1920 و 1940، حيث انتج اكثر من 60 عالمي حقق الكثير من النجاح داخل فرنسا و خارجها، و من ابرز هذه الافلام "الندبة و اليتيمة"، و ظهر في هذه المرحلة الكثير من النجوم كــ (رينييه كلير) و بعض المخرجين أمثال (ريمون برنارد وجاك فيدير)، لكن في سنة 1923، شهدت الافلام الفرنسية ثورة غير مسبوقة تمثلت في تجسيد المدارس الفنية على الاعمال الدرامية خاصة المدرسة السيريالية التي وجدت طريقا الى الافلام الفرنسية، و استطاع المخرج (لويس نويل) مع الفنان (سلفادور دالي) من انتاج اول فيلم سيريالي بعنوان "كلب اندلسي"، و حقق هذا الفيلم الكثير من النجاح و الشهرة لانه اعطى للمشاهد لمسة فنية جديدة، لكن هذا الفيلم كان مجرد بداية لسلسلة من الافلام الكبيرة كفيلم "مغني الجاز" للمخرج آلان كروسلاند، و هذا الفليم اعتبره النقاد احسن فيلم فرنسي في النصف الاول من القرن العشرين.





4.     سينما الاحتلال و الجيل المعقد: بعد سنة 1958، اطلق على السينما الفرنسية بسينما الاحتلال، نظرا لتناول افلام هذه المرحلة للعديد من القضايا المستوحات من ضروف عيش المعمرين في المستوطنات الفرنسية في شمال ووسط افريقيا و الثورات الشعبية ضد القوات الفرنسية، و كان فيلم "المقطورات" لجان غريميون الاشهر و الاروع على مستوى الانتاج و الاخراج و حتى التوزيع في كل من أوروبا و امريكا ووصولا إلى آسيا و الشرق الاوسط كمصر، و استطاع من خلال هذا الفيلم الوصول الى هوليود و اخراج في استديوهاتها الكثير من الافلام العالمية، لكن مع مرور الوقت، ظهر ما يسمى "بالجيل المعقد" الذي اسقط السينما الفرنسية الى الحضيض، بسبب المواضيع التافهة و اعتماده على المشاهد الجنسية المبالغ فيها.

في النهاية، يجب علينا ادراك اهمية السينما الفرنسية و تاثيرها على السينما العالمية، و اعطاء مساحة اكبر لهذه السينما التي كانت الام الحقيقة للفن السابع.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق