الجمعة، 1 يونيو 2012

صيف فرنسا ...... اثارة في نهاره و نجوم تزين لياليه





بقلم: مزوار أحمد ياسين

في بداية كل موسم اصطياف، تكون فرنسا بالتحديد على اهبة الاستعداد لاستقبال المئات من النجوم و عشرات الآلاف من السياح، نظرا لتنوع فعاليتها الرياضية و الثقافية، و تمسكها بتقاليدها المتمثلة في تظاهراتها المتنوعة، التي كانت و مازالت تكتسب اهمية كبيرة عند الفرنسيين، لهذا صيف فرنسا مختلف عن صيف البلدان الأخرى.

سحر الكان



هو احد اكبر المهرجانات السينمائية التي تستقطب اشهر نجوم هوليود و باقي السينمات العالمية، فهو مهرجان سنوي بدأ منذ سنة 1939، و هو عادة ما يقام في شهر مايو، في مدينة كان الجنوبية، التي لا يتجاوز عدد سكانه 70 الف نسمة، فهي ساحرة بشواطئها المتوسطية و مناخها المعتدل، كما انها اشتهرت باستضافتها لهذا المهرجان العالمي، هذا المهرجان الذي يوزع فيه العديد من الجوائز السينمائية المهمة، كجائزة السعة الذهبية لأفضل فيلم في السنة، و هذه الجائزة نالها فيلم عربي وحيد هو الفيلم الجزائري"وقائع سنين الجمر" للمخرج محمد لخضر حمينة سنة 1974، وهو فيلم عالمي بامتياز لأنه نقل بأسلوب هوليودي المعانات التي تحملها الشعب الجزائري اثناء الاحتلال الفرنسي، و ترجع عوامل نجاحه كما ورد في بعض المواقع الكترونية " للممثلين أو السيناريو وإنما السبب الحقيق في نجاحه العالمي المدوي هو التصوير فالمصور الجزائري كان ينقل في الفيلم صورا من الروعة بمكان قلما وجدت في السينما العالمية ولا إن كانت السينما الجزائرية يقال عنها تأثرها بالفن الفرنسي إلا أن هذا الفيلم، فإن تأثير هوليود عليه جليا، تذكر الصور البانورامية فيه بفيلم (علي قدر ما تحمل الرياح) الذي أنتج في هوليود في الخمسينيات ولا يزال يعتبر أروع الافلام الأمريكية "، لكن الجزائر لم تتوقف بل رشحت بفيلم "خارجون عن القانون" للمخرج بوشارب ايضا لنفس الجائزة و جائزة الأوسكار كأحسن فيلم اجنبي لكنه لم ينلهما، لكن قصة الافلام العربية في كان لم تكن جزائرية فقط، فمصر شاركت بالفيلم الكبير "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله في هذه السنة، و هذا الفيلم يتحدث عن الثورة المصرية و موقعة الجمل بالتحديد في ميدان التحرير، لكن مهرجان الكان كان دوما تحت سيطرة افلام هوليود بنجومها و نجماتها، لكن الفيلم الاوروبي بدوره ينافس خاصة الفرنسي و الايطالي و حتى البلجيكي، لكن آسيا تكون دائما بعيدة عن اضواء النجومية، فمنذ انطلاق المهرجان فاز الفيلم الصيني "Farewell My Concubine" بجائزة السعة الذهبية سنة 1993 مناصفة مع الفيلم النيوزيلندي "البيانو"، و لمعرفة المزيد عن مهرجان الكان لهذه السنة زورو الرابط التالي http://digital.ahram.org.eg/Arts.aspx?Serial=916244 ، لكن مهرجان الكان مازال يطل بسحره على المياه الدافئة بكل نجومه المتلألئة الامريكية و حتى العالمية منها.


رولان غاروس 



في نهاية كل شهر مايو، تكون عاصمة الانوار باريس على موعد مع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس رجال/ نساء، كل سنة، في المجمع رولان غاروس، في احدى ضواحي العاصمة، و هذه البطولة تعتبر ثاني بطولات التنس الكبرى بعد بطولة استراليا  المفتوحة في شهر يناير، و هذه البطولة كانت انطلاقتها في سنة 1891، لكنها كانت للفرنسيين فقط و فتحت للأجانب حتى سنة 1925، و طيلة اكثر من قرن لم تتوقف إلا مرة واحدة، بين 1940 و 1945 اي خظام الحرب العالمية الثانية، و تقدر جوائز هذه البطولة بأكثر من 15 مليون يورو، و تستقبل اكثر من مائة لاعب و لاعبة محترفة كل سنة، كما ان هذا المجمع يستقبل كل سنة الآلاف من السياح و عشاق الكرة الصفراء، و لو نظرنا لأكثر اللاعبين تتويجا بهذه البطولة فنحصرها بين بيون بورغ و رافايل نادال ب 6 القاب، و لو بحثنا عن المشاركة العربية لوجدناها لا تتخطى الدور الثاني، و لهذه المشاركات الكثير من الاسباب ذكرتها في مقالي "حال الكرة الصفراء .... من دمشق الى الدار البيضاء" المنشور على بعض المواقع في شهر مارس من هذه السنة.


طواف فرنسا



تختم فرنسا سلسلة فعالياتها بأشهر طواف في العالم ألا وهو طواف فرنسا العالمي الذي يقام بشكل سنوي منذ سنة 1903 في شهر جويلية ،حيث تبلغ مسافته حوالي 3000 كلم، و يمر على العشرات من المدن الفرنسية، و يسمح هذا الطواف بالتعرف اكثر فأكثر عن الطبيعة الفرنسية الخلابة من جبال شاهقة و هضاب متباينة يغطي اغلبها رداء عشبي طبيعي يصل لمئات الاميال، و تلك المباني العتيقة التي شكلت قرى منتشرة على طول جبال الالب في الغرب الجنوبي، و كل تلك القصور الخرافية التي وصفها جون دان لافونتين و فكتور هوغو، فأصبح هذا الطواف ذات طابع سياحي اكثر منه رياضي، لأنه يفتح ابواب فرنسا للمشاهدين من روعة مدنها الى سحر ريفها، ويستقبل هذا الطواف اكثر من 100 متسابق من كل انحاء العالم، ولم يتوقف هذا الطواف إلا مرة واحدة بسبب الحرب العالمية الثانية، و كان اشهر ابطاله الفرنسي برناند هينو الذي فاز به 5 مرات في مسيرته، و الاسباني ميغال اندوران، و يعتبر هذا الطواف ارثا فرنسيا كما قال الرئيس السابق لفرنسا (نيكولا ساركوزي) عند افتتاحه للطواف العام الماضي "هذا الطواف هو ارث علينا ان نحافظ عليه، لأنه ينقل شخصية فرنسا إلى ألعالم .


الفوائد الاقتصادية



تستقبل فرنسا حسب احصائيات السياحية لسنة 2010 حوالي 76.80 مليون سائح اغلبهم في فصل الصيف، و اكثرهم يزرون فرنسا  من اجل متابعة فعالياتها المتمثلة في الكان، رولان غاروس و طواف فرنسا الدولي، و هكذا يكون الدخل الفرنسي من النشاط السياحي 32 مليار يورو، و لهذا يمكننا ان نستنتج أن فرنسا وضعت استراتيجية سياحية منذ قرن، اعتمدت فيها على هذه الفعاليات العالمية التي سرعان ما صارت عريقة وتحولت الى تقاليد فرنسية خالصة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق